الصين التي تعد أكبر مستورد للنفط في العالم، على مدى عقود من الزمن، أعطت دول الشرق الأوسط، وخاصة السعودية، الأولوية للعلاقات مع بكين من أجل حماية عميل رئيسي.

 

ولم يكن هناك إلحاح أقل من جانب الصين للرد بالمثل: فقد تضاءلت صادراتها إلى المنطقة، ومنها السعودية، مقارنة بوارداتها، وهذا يمكن أن يتغير الآن.

 

  “Meituan” تنتقل للسعودية في أول توسع لها خارج الصين

 

حيث بدأت سلسلة من مجموعات التكنولوجيا الصينية بالانتقال إلى المملكة العربية السعودية كجزء من خطط التوسع العالمية الجريئة، وآخرها شركة Meituan  العملاقة لتوصيل الطعام، والتي تسعى لتعيين موظفين مقرها في الرياض.

 

وهذا أمر مهم، حيث تختار شركة Meituan الشرق الأوسط كأول توسع خارجي لها خارج الصين، وفق فايننشال تايمز.

 

“على بابا” تعمل على شراكات في الإمارات والسعودية

وفي الوقت نفسه، تعمل شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة “علي بابا”، على الشراكة مع الشركات المحلية في المملكة، والإمارات العربية المتحدة، للتوسع في المنطقة.

وتخطط Tencent لتوسيع أعمالها السحابية هناك والاستثمار في تخزين البيانات.

 

كما قامت شركة Shein، عملاق الأزياء السريعة والتجارة الإلكترونية، بتعزيز حضورها من خلال إطلاق عروض الأزياء، وأول عرض واقعي لها على الإطلاق في المملكة العربية السعودية.

 

التكنولوجيا الصينية تواجه توترات جيوسياسية متزايدة

وفي حين أن التكنولوجيا الصينية في مجالات مثل الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي تتقدم بسرعة، فإن الطلب على تطبيقاتها وتقنياتها في الأسواق الكبيرة مثل الولايات المتحدة يتعرض للتهديد بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة.

 

وستواجه الشركات تدقيقا سياسيا أقل في الشرق الأوسط، حيث تتركز العلاقات بشكل أساسي حول المصالح الاقتصادية.

 

وقد أضاف التباطؤ الاقتصادي في داخل الصين الحاجة الملحة للتوسع في الخارج، حيث جاءت إيرادات “علي بابا” في ربع ديسمبر دون التوقعات. وتضررت مبيعات شركة Tencent في مجال الألعاب الأساسية بسبب تباطؤ حاد غير متوقع.

 

وكان هامش التجارة المحلية الأساسي لشركة ميتوان في انخفاض، وانخفض سهمها بمقدار الخمس في العام الماضي.

 

لذا فإن التوقيت جيد.. بينما تتطلع المملكة إلى النمو خارج نطاق الوقود الأحفوري، فإنها أصبحت جادة بشأن الاستثمار في الصناعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي.

 

وقد أنشأت هذا العام صندوقًا بقيمة 100 مليار دولار للاستثمار في التقنيات الجديدة، ولديها مشهد تكنولوجي ناشئ نسبيا، حيث تبلغ قيمة السوق المحلية للخدمات السحابية على سبيل المثال حوالي 4 مليارات دولار فقط، مقارنة بأكثر من 200 مليار دولار في الولايات المتحدة، وحوالي 100 مليار دولار في الصين.

 

وهناك حافز آخر للسعودية أيضًا.. لأنه في العام الماضي، تجاوزت روسيا المملكة لتصبح أكبر مورد للنفط للصين.

 

وتشكل الصادرات الصينية إلى المملكة العربية السعودية نصف الواردات فقط في الوقت الحالي.

 

 إن الاطلاع على الفرص الجيدة لبكين من شأنه أن يساعد في تعميق العلاقات وتحسين العلاقات التجارية بين الرياض وبكين.