يعتبر توفير الفضاء الإلكتروني الآمن والمستقر من المقومات الرئيسية لتطور عالم المال والأعمال والمجتمعات وما تحتاجه من حلول وخدمات في عالمنا الرقمي الحالي الذي يعتمد على تقنيات متقدمة كالجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. كما أن الأمن السيبراني وحماية الخصوصية من المتطلبات الأساسية للعالم الرقمي على صعيد حماية خصوصية الأفراد وبيانات الوظائف الاقتصادية الأساسية.

 

في ظل واقع يزداد فيه الاعتماد على الشبكات ويتكامل فيه العالم المادي مع الرقمي، نحتاج للتركيز على أولوية توفير الاتصال الآمن والحفاظ على خصوصية المستخدمين أكثر من أي وقت مضى. وعلى ضوء ذلك، تركز الحكومات من جميع أنحاء العالم على رفع مستويات ضمان الأمن الإلكتروني للمؤسسات والأفراد، حيث يتم اعتماد القوانين والأنظمة اللازمة لحوكمة الفضاء الإلكتروني وحماية البيانات الشخصية. ونظراً لتزايد الاعتماد على البيانات في جميع جوانب الحياة – لا سيما في مرحلة ما بعد الجائحة والتسارع الكبير في الاعتماد على الانترنت والحلول الرقمية – تزداد الحاجة لحماية البيانات واستخدامها بشكل ملائم.

 

توفر التقنيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والجيل الخامس والبيانات الضخمة العديد من الفرص، وخاصةً في ظل التحول الرقمي المتسارع. وفي الوقت ذاته، يفرض نشر التكنولوجيا المزيد من التحديات التي لا يمكننا التغلب عليها من دون ضمان الأمن السيبراني. ويعتبر الالتزام بالقوانين واللوائح التنظيمية أولوية من أجل توفير المنتجات والخدمات الآمنة التي يمكن الاعتماد عليها للوفاء بالتزاماتنا للعملاء. ويمكننا تحقيق ذلك من خلال اتباع نهج دفاعي شامل لتعزيز الأمان وضمان مواصلة الأعمال وتحسين الكفاءة وتجربة العملاء وحماية خصوصية المستخدم.

 

لم يعد الاتصال بالشبكة من الأمور الترفيهية في العصر الذكي، بل أصبح من المقومات الأساسية في حياتنا العملية والشخصية. ونظراً إلى أن تشغيل تقنيات الاتصال التي باتت تعتمد على الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء يتم بالاعتماد على الشبكات التي يمكن أن تتعرض للهجمات الإلكترونية، باتت الشركات تركز أكثر من أي وقت مضى على تعزيز أمن شبكاتها من أجل مواجهة التهديدات المحتملة التي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة.

 

يفرض العصر الرقمي متطلبات كبيرة لنقل البيانات وتخزينها وتحليلها واستخدامها. ويعتمد التحول الرقمي بشكل كبير على التقنيات الحديثة مثل الجيل الخامس والحوسبة السحابية، حيث يعتبر الجيل الخامس على وجه الخصوص من الركائز الأساسية للتعامل مع البيانات الضخمة بدعم من الذكاء الاصطناعي، بالإضافة لدوره على مستوى تشغيل التقنيات الحديثة بما فيها إنترنت الأشياء وتكنولوجيا الصيرفة والبنوك والقيادة الذاتية والطائرات ذاتية القيادة وغيرها.

 

وتعتمد منتجات تقنية المعلومات والاتصالات على سلسلة التوريد العالمية، حيث تتألف قطعة واحدة من التجهيزات عادةً من مكونات يتم الحصول عليها من جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى المزيد من المخاطر لا يمكننا مواجهتها من دون اعتماد معايير عالمية واتباع أفضل الممارسات الأمنية المعتمدة على المستوى الدولي. ويعتبر ضمان الأمن والخصوصية تحدياً مشتركاً تتحمل مسؤوليته جميع الأطراف الفاعلة، بما فيها الحكومات والشركات التقنية ومؤسسات المعايير وموردي التكنولوجيا والمستهلكين. ولذلك، ينصح باعتماد المعايير الأمنية المفتوحة والمجربة مثل معايير الجمعية الدولية للهاتف المحمول (جي اس ام ايه) ومشروع شراكة الجيل الثالث لأمن الجيل الخامس وقاعدة معلومات أمن الجيل الخامس التابعة للجمعية الدولية للهاتف المحمول وإطار عمل أمن الجيل الخامس لفريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية في منظمة التعاون الإسلامي، من أجل ضمان الأمن الإلكتروني واتباع أفضل الممارسات.

 

إن تعزيز التعاون مع الأطراف الفاعلة في سلسلة التوريد وبناء نظام ايكولوجي شامل ومتكامل للأمن السيبراني مبني على الابتكار المشترك وتضافر جهود القطاعين العام والخاص أمر محوري. ويجب على الموردين الالتزام بالتواصل والتعاون مع الأطراف الفاعلة بشكل منفتح وشفاف ومسؤول ليتم من خلال ذلك تعزيز القدرات الأمنية وحماية الخصوصية ومواجهة التحديات التي تهدد الابتكارات التقنية ومشاركة المعرفة وتطوير المعايير وأنظمة التحقق. ولطالما ركزنا في هواوي على تحسين إجراءات الأمان والخصوصية لتمكين الجميع من الاعتماد على القدرات التي توفرها التقنيات الحديثة، حيث تتمتع الشركة بخبرة كبيرة في تطوير التقنيات وابتكار حلول الثورة الصناعية الرابعة بما في ذلك نشر الجيل الخامس وتعزيز الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في القطاعات الأساسية بالتعاون مع العملاء والشركاء في مختلف الاسواق العالمية. ونطور خبراتنا وحلولنا ونوفرها من خلال الالتزام بمبادئ الأمان حسب التصميم والخصوصية لضمان المستقبل الرقمي لعملائنا.

 

نواصل التركيز على الأمن والخصوصية ونلتزم بمواجهة التحديات واغتنام الفرص من خلال تحقيق قفزات واضحة في التحول الإداري وتعزيز الابتكار التقني والتعاون المفتوح. وهدفنا تحسين جودة الحياة للجميع خلال العصر الرقمي الحالي بتوفير المنتجات والحلول والخدمات الآمنة التي يمكن الاعتماد عليها حيث يتم استخدام البيانات الشخصية بشكل قانوني مع ضمان حمايتها.

 

نركز على ابتكار نظام عالمي شامل للأمان والخصوصية والالتزام بالقوانين واللوائح المعتمدة في الدول التي نعمل فيها بما يتماشى مع المعايير الدولية من أجل بناء نظام مستدام يتمتع بالكفاءة ويمكن الاعتماد عليه لتلبية متطلبات الجهات التنظيمية والعملاء، بالإضافة لاتباع أفضل الممارسات التي أثبتت جدارتها في القطاع التقني. ونتعاون بشكل منفتح مع الحكومات والعملاء والشركاء على مواجهة الهجمات الإلكترونية من خلال تعزيز الممارسات الأمنية وتوفير بيئة عمل تعاونية تدعم الابتكار وتلتزم بالشفافية ليس لحماية أصولنا الرقمية فحسب، بل من أجل تمكين الأعمال وتطور المجتمعات.

 

اليوم، لم تعد الشركات التقنية تتجنب تكاليف الأمن السيبراني، بل أصبحت الإجراءات الأمنية من المقومات الأساسية لتمكين الأعمال، حيث يمكن تنفيذ أعمال الشركات بسلاسة وتعزيز ثقة عملائها من خلال توفير الفضاء الإلكتروني الآمن. كما يمكن للشركات تعزيز مكانتها في السوق وجذب المزيد من العملاء وتحسين ولائهم من خلال ضمان أمنهم على الشبكة.

 

يؤدي الأمن السيبراني دوراً محورياً في العصر الحديث، لا سيما في ظل تزايد قدرات مجرمي الإنترنت وهجماتهم الخطرة. ولمواجهة هذه التحديات الكبيرة، يبقى التعاون اللبنة الأساسية على طريق تعزيز الأمن الإلكتروني من الناحية التقنية، ويجب أن يتم بطريقة تشاركية وشفافة تسهم في رفع سقف الابتكارات وتعود بالنفع والنجاحات المشتركة على جميع الأطراف ضمن النظام الإيكولوجي.